ترجمات حصريةلقاءات صحفية

حوار مع الكاتب التشيلي (خورخي إدواردز) على صفحات مجلة “الثقافي” الاسبانية

"الفن المعاصر هو مغامرة الخيال، وهذا هو سبب كاف لكي يثيرني"

(خورخي إدواردز فالديس) [مواليد عام ١٩٣١م]، هو روائي وصحفي ودبلوماسي تشيلي. حصل على جائزة ثرفانتيس سنة ١٩٩٩م، ومنحه ملك إسبانيا (خوان كارلوس) المواطنة الإسبانية سنة ٢٠١٠م. عمل سفيرًا لتشيلي في فرنسا. وهنا ننقل لكم لقاء مجلة “الثقافي” الاسبانية في عدد ٩ ديسمبر ٢٠١٩م، بترجمة حصرية إلى اللغة العربية.


أي كتاب بين أيديكم الآن؟

الآن أنا بصدد قراءة شبه رواية عن رحلة عازِف البيانو (كلاوديو أروا) [Claudio  Arrau]  إلى مدينة مهمّشة داخل الأورغواي من أجل تقديم حفل موسيقي، وفي النهاية سأكتشف أن في هذا المكان لم يوجد قط آلة بيانو وبجانب المكان توجد بحيرة من الطين تدعى “إستيخيا”. 

ما الذي يجعلكم تهجرون قراءة كتاب ما؟

أهجر الكتاب عندما ينتقل من الحقيقة إلى الكذب أو المهزلة.

مع أي شخصية تودون شرب فنجان قهوة معها؟

– مع النازح، اللطيف والساخر (فيسينتي بريز روزالس) [Vicente Pérez Rosarles].

هل تذكرون أول كتاب قرأتموه؟

أظن رواية من النوع الغامض للكاتب (رايمون شاندلر) [Raymon Chandler] ورواية درامية لعائلة (وليام فولكنير) [William Faulkner]  بنبرة حربية وشكسبيرية.

كيف تروق لكم القراءة؟

أحب القراءة خاصة في فصل الشتاء بجانب مدفأة يصدر منها صوت فرقعات الخشب وهو يحترق.

ما هي التجربة الثقافية التي غيَّرت رؤيتكم للحياة؟

قراءتي منذ الصغر الشعر الإسباني والفرنسي.

في رواية (آه، أيتها الخبيثة) أحيَيتُم ذكرى الأيام الأولى للشاعر (بابلو نيرودا) الذي كان ما يزال يحمل اسم (نيفتالي ريكاردو) الذي فر من الشيلي وصار قنصل في برمانيا ذلك العهد؟

– نعم ، أعدت سيرة ذلك الشاب الشاعر الذي وصل توا إلى الشرق الأوسط، وقصة غرامه بالشخصية الغير معروفة (جوسي بليس) [Josie Bliss]، يقولون أنه منذ ذلك الوقت أضحى شغوفا بالحبر الأخضر. 

هل حكى لكم (بابلو نيرودا) عينه ما وقع له، عندما التقيتموه في باريس بعد ذلك بسنوات؟

نعم، كان ذلك في الستينيات. حكى لي ذلك في غرفة على جزيرة سانت لويس. لقد تركَته قصة حبه مع (جوسي بليس) جريحا. انتهى إلى أن أسماها الخبيثة، الحانقة. وفر منها، هرب حتى يواصل الحياة.

هل كان كتابكم هذا تكريما لصديقكم (بابلو نيرودا)؟

لا أبدًا لم يكن تكريمًا للصديق (نيرودا). هو قصة ميلاد شعر عظيم بلغتنا [الإسبانية] وموت شاعر.

تقولون أن (نيرودا) كان دائما فوق النظريات، الشعارات، أوامر الحزب، كان شاعرًا.

كان دومًا شاعرًا.

بشكل متكرر، كانت النزوة لديه تظهر كحاجة، الزائد عن الحاجة يتحول إلى اللازم، في قانون القصيدة.

الكثير كانوا يتساءلون “ماذا تراه سيفعل بهذا، أو بكل هذه المشتريات”؟ “شِعرا”.

قصة حب أخرى غير معرفة والأخيرة مع قريبته (أليسيا أوروتيا) [Alicia Urrutia]، قصة حب بدورها لم تُروَ.

تظهر (أليسيا أوروتيا) في الرواية عندما تزور (نيرودا) سرًا وهو في فراش موته.

هل صحيح قابلتموها بعد وفاة (بابلو نيرودا)؟

فعلا، هذه المقابلة أشرف عليه السيد (هوميرو أرسي) [Homero Arce]، الصديق الأمين والثقة لطفولة (نيرودا).

(هوميرو) كان يشكو الرعب من زوجته (ماتيلدا أوروتيا) [Matilde Urrutia]، ولم يرد المشاركة ولا حتى في المذكرات، بعد ذلك كله (أليسيا) احتمت بعائلتها ولم تنبس بكلمة.

هل لكم استعداد لحكاية قصة آخر حب للشعر (بابلو نيرودا)؟

لا أدري، (نيرودا) حكى لي عن الموضوع في باريس بإحساس وألم. تركني معجبًا بالقصة. وخصوصا عندما اشترى سفينة قديمة من السوق الفارسي في سانتياغو. ذكرني بالقصيدة: “شبح سفينة الشحن”

أي كتاب تنصحون بقراءته للرئيس التشيلي (بينييرا) [Piñera]؟

أنصح الرئيس التشيلي الآن بقراءة للفيلسوف الروماني (سينيكا) [Séneca] ليتعلم عنه الصفاء ويكون قادرًا على تحمل الموقف بمزاج متوازن.

هل يثيرك وتفهم في الفن المعاصر؟

الفن المعاصر هو مغامرة الخيال، وهذا هو سبب كاف لكي يثيرني. شعرت بذلك عندما زرت منزل (أندريه بريتون) [André Breton] في باريس.

ما هو الفنان الذي تودون أن تتوفرون على لوحاته؟

لوحات لـ(بييث مونداريان) [Piet Mondrian]، أو من الحقبة التكعيبية لـ(بيكاسو).

هل تعجبكم إسبانيا، قل لنا تعليلكم؟

أعجبتني إسبانيا منذ اللحظة التي قرأت (أزورين) [Azorín] و(بيو باروخا) [Pio Baroja].


[المصدر]

ترجمة: د. عبداللطيف شهيد 
تحرير: أحمد بادغيش
زر الذهاب إلى الأعلى