كيف تسافر الألحان ؟ أغنية “Windmills “of Your Mind كمثال.
كلما قرأت كتابًا لنجيب محفوظ كُنت أتساءل: هل ينساب السحر من الكلمات في النُسخ المُترجمة كما هو الحال في النُسخة العربية باللغة الأم الحالمة؟ وأعتقد أن الموسيقى بوصفها نوعًا من اللغة، تدفعنا أيضًا لنفس التساؤل.
تتغير اللغة وتختلف، إلا الموسيقى تبقى ثابتة كأم يعود إليها أبنائها المختلفين. تجمعهم وينتمون إليها بكل اختلافاتهم ولغاتهم وثقافاتهم. وهذا ما يجعلني أتفكر كيف تبدو أغنية جميلة في أكثر من لغة؟ ما الذي يجعلنا ننتمي لأغنية بلغة لا ننتمي إليها؟ يدور هذا التساؤل في ذهني كلما استمعت لهذه الاغنية “Windmills of Your Mind” ولذات اللحن بلغة أخرى، بانحناءات مختلفة تتغير كلما تغير الصوت.. هي الموسيقى الفرنسية حين تعانق الكلمات الإنجليزية.
قيل عن الكلمات أنها أقرب ماتكون للشعر الحديث، حيث تختبئ معانٍ غامضة ومحيرة خلف كلماتٍ بسيطة. كانت الكلمات العربية من نصيب شعر منصور الرحباني، وبدت الكلمات العربية كشقيقة لصيقة لأغنية الزوجين بيرقامان حيث تدور في ذات المعنى. يختلف الكلمِ وتجمعهما الموسيقى.
هنا كما تغنيها “Petula Clark”، هذا الغناء الملائكي..
أما الموسيقى الأساسية فكانت للفرنسي “Michel Legrand”
https://www.youtube.com/watch?v=csTe1e3WZvQ
في حين أن الكلمات الإنجليزية تعود للزوجين “Marliyn & Alan Bergman”.
كان بداية غنائها بالإنجليزية يعود للعام 1968، في فيلم “The Thomas Crown Affair”، بصوت “Noel Harrson”. وهنا المشهد الذي أذيعت فيه بالإنجليزية لأول مرة.و
وتُعد نسخة “Dusty Springfield” من النُسخ الإنجليزية الجميلة أيضًا لتلك الأغنية.
وكنوع من الاعتراف بالجميل الفرنسي، هنا بصوت “Frida Boccara”
وهنا بموسيقى المكسيكي “Ernesto Cortázar”
وللنسخة العربية مكان رقيق أيضًا، بصوت “هبة طوجي” الساحر، وجاءت بعنوان ” لا بداية و لا نهاية” بأشعار “منصور الرحباني”. ويبدو اسم الاغنية كإرث عربي لا يتغير.