غيدنز ومورفي بول عن المراحل المتعددة للتنشئة الاجتماعية
أنتوني غيدنز – عالم الاجتماع البريطاني المعاصر – يصف مراحل التنشئة الاجتماعية وتعقيداتها، وكيف أنها أبعد بكثير مما قد نتصوره.
كثيراً ما يتحدث علماء الاجتماع عن التنشئة الاجتماعية باعتبارها تمر في مرحلتين عريضتين، وتشمل عدداً من العوامل الفاعلة المؤثرة في التنشئة. وتشتمل هذه العوامل الفاعلة على الجماعات أو السياقات الاجتماعية التي تجري فيها عمليات التنشئة المهمة. وتجري التنشئة الاجتماعية الأولية في مرحلتي الرضاعة والطفولة، وتعتبر هذه هي الفترة التي يصل فيها التعليم الثقافي أقصى درجات الكثافة. إذ أن الأطفال يتعلمون فيها اللغة وأنماط السلوك الأساسية التي تشكل الأساس لمراحل التعليم والتعلم اللاحقة. وتكون العائلة هي الفاعل المؤثر الأبرز والأكثر أهمية في هذه الفترة. أما التنشئة الثانوية، فتحدث في فترة لاحقة من الطفولة وتستمر حتى سن البلوغ، وتدخل الساحة في هذه المرحلة عوامل فاعلة أخرى تتولى بعض الأدوار والمسؤوليات التي كانت تقوم بها العائلة، ومن جملة هذه العوامل المدارس، وجماعات الأقران، والمؤسسات، ووسائل الاتصال والإعلام إلى أن تنتهي بموقع العمل. وفي هذه السياقات كلها، تسهم التفاعلات الاجتماعية في تعليم الفرد منظومات القيم والمعايير والمعتقدات التي تشكل الأنماط والعناصر الأساسية في الثقافة.
ولكن هل هناك مراحل للتنشئة الاجتماعية قبل هاتين المرحلتين.. أي قبل الولادة؟ آني مورفي بول -كاتبة في العلوم البيولوجية والاجتماعية- تشرح في هذا المقطع بناء على دراسات كيف نتعلم الكثير مبكرا ونحن لازلنا أجنة.. حتى أنه يمكن توقع أطباقنا المفضلة وطريقة استهلاكنا الطعام سواء معتدلة أو شرهة.