الرواية الجيدة عند آذار نفيسي
آذار نفيسي، من مواليد عام 1955، وهي كاتبة وأكاديمية من إيران، عرفتها من عملها الرائع (أشياء كنت ساكتة عنها)، حيث تسرد فيه سيرة طفولتها وأبنائها، وأيضاَ رواية (جمهورية الخيال: أميركا في ثلاثة كتب)، وأشهر أعمالها رواية (أن تقرأ لوليتا في طهران)، والتي تسرد فيها سيرتها الشخصية في التدريس ومقاومة الثورة الإيرانية إبان سنوات عملها هناك في الفترة الزمنية 1978/1981، وذلك قبل استقالتها من العمل بسبب رفضها للقيود الجديدة في جامعة إيران والتي بنظرها تقلل من إبداعها وحريتها في التدريس والعيش ويخالف قيمها كأستاذة جامعية. وتسرد هنا آراء طالباتها حيث بدأت في ترتيب صفوف في بيتها مع مجموعة من طالبتها المهتمات بالأدب لمناقشة الروايات بكل حرية وعدم تقيد لشروط التدريس في الجامعة.
ونقتبس من هذه الرواية الأخيرة مقولات لـ(آذار نفيسي) عن الرواية الجيدة والتي تم ذكرها في محاضراتها:
إن معظم الأعمال الخيالية العظيمة مغزاها أن تجعلك تحس بأنك مثل غريب وأنت في بيتك أو وطنك، والعمل الأدبي الأفضل هو ذلك العمل الذي يدفعنا دائماَ إلى الشك والارتياب بشأن ثوابتنا، ويجعلنا نشكك في التقاليد والتوقعات والآمال حينما تبدو لنا وكأنها ثوابت لا تقبل الجدل. قلت لطلبتي إنني أتمنى عليهم في قراءتهم أن يتأملوا ويمعنوا النظر في الأسباب التي تجعل من عمل أدبي ما يهز استقرارهم ويحرك القلق في داخلهم، ويحثهم على إعادة تقييم العالم حولهم بعيون أخرى مختلفة، تماماَ مثلما حدث مع (أليس في بلاد العجائب).
فـ(آذار نفيسي) ترى أن الرواية الجيدة هي التي تظهر العقد الداخلية للشخصيات، وتضيف قائلة:
ليست الرواية استعارات ومجاز، إنها تجربة حسية لعالم آخر. فإذا لم تدخلوا ذلك العالم، لتتنفسوا وتحبسوا أنفاسكم مع شخصياته، وتشاركوهم مصيرهم، فلن يكون بإمكانكم الدخول إلى عمق الشخصيات أو التعاطف معها، والتعاطف هو جوهر الرواية. بهذه الطريقة يجب أن تقرأ الرواية: باستنشاق التجربة.
و أخيراَ تقول:
يجب علينا أن نستمر في قراءة الكتب المدمرة العظيمة.