القيادة أم المحادثة؟ يركز العقل على شيء واحد في الوقت ذاته.
جوركر رانبورغ (مواليد 1953)، هو بروفيسور سويدي في علم النفس.
في شهر أغسطس من عام 2016، نُشرَت مقالة على موقع جامعة ينكوبينج التي يعمل، تتحدث عن استعمال الهاتف النقال أثناء قيادة السيارة، من ناحية سيكلوجية، أو نفسية، ننقلها لكم بترجمة حصرية. تقول المقالة:
القيادة أم المحادثة؟ يركز العقل على شيء واحد في الوقت ذاته.
أتعتقد أنه يمكنك المراسلة وقيادة السيارة بشكلٍ جيد؟ أثبتت دراسة جديدة أن العقل يركز فقط على شيء واحد في الوقت ذاته.
عندما ننشغل بشيء يتطلب استخدام حاسة البصر، فإن العقل يقلل من حاسة السمع ليسهل علينا الأمر. هذه هي نتيجة الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة ينكوبينج بالتعاون مع باحثين آخرين. وقد أعطت النتائج الباحثين فهمًا عميقًا بما يحدث داخل العقل حينما نركز على شيء ما.
يقول بروفيسور علم النفس (جوركر رانبورغ) من جامعة ينكوبينج والمتخصص في أبحاث الإعاقة: “إن العقل ذكيٌّ جدًا، فهو يساعدنا على التركيز فيما نحتاج القيام به، ويحجب في نفس الوقت الملهيات الخارجة عن نطاق أداء المهمة. لكن العقل أيضًا لا يستطيع التعامل مع مهام كثيرة، فهو فقط يمكنه استخدام حاسة واحدة في الوقت ذاته بكامل طاقته. ولهذا فإن فكرة التحدث على الهاتف أثناء قيادة السيارة ليست فكرة جيدة”.
وقد تحقق هو وزميله مما يحدث في أدمغتنا حينما ننهمك بأداء مهمة بصرية، فاستخدموا كمثال طالبًا يُجري امتحانًا، بينما الآخر شخصٌ يقود السيارة. وأرادا أيضًا رؤية كيف سيتغير تركيزهما حينما يزداد الضجيج في الخلفية.
شارك اثنان وثلاثون طالبًا من جامعة ينكوبينج في هذه الدراسة التي نُشرت في مجلة آفاق في علم أعصاب الإنسان، وقد أُعطي بعض الطلاب مهمة صورية ليعملوا عليها، منهم من يعمل في محيط هادئ والبعض الآخر مع خلفية ضوضائية مشتتة. والتقطت أثناء عملهم صورٌ لدماغهم بكاميرا تستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي. ومن ثم اختبر الباحثون أيضًا وظيفة ذاكرة الطلاب قصيرة الأمد باستخدام اختبار الذاكرة في تذكر الحروف.
أظهرت النتائج أن نشاط الدماغ يستمر في القشرة السمعية دون أيّة مشاكل طالما نعرضه للصوت وحده. لكن في المقابل إذا أُعطي الدماغ مهمة صورية كاختبار تحريري مثلاً، فإن استجابة الأعصاب في القشرة السمعية تتضاءل ويغدو السمع ضعيفًا. وكلما ازدادت صعوبة المهمة، فإن استجابة الأعصاب للصوت ستتضاءل أكثر من ذلك. السبب أن الإدراك العالي يمتلئ على شكل مهمة صورية حتّى تضعف استجابة الدماغ للصوت ليس في القشرة فقط، بل وفي أعضاء من الدماغ التي تتحكم بالمشاعر أيضًا. لكن لم تشارك مثل هذه المعلومة في حل المهمة.
ويقول جوركر رانبورغ: “هذا البحث الرئيسي متعلقٌ بكيفية عمل الدماغ، وتقترح النتائج عدة سبلٌ محتملة للمزيد من العمل. وقد تكون المعرفة المكتسبة مهمة في التصميم المستقبلي للإسعافات السمعية. والاحتمالية الأخرى هي أن بحثنا سيشكل الأساس من أجل العمل على النظر في كيفية تأثير ضعف السمع على طريقة حلنا المهام الصورية“.
أما الآخرون الذين شاركوا في العمل فهم باتريك سورغويست من جامعة جافل، وأوريان دالستروم وتوماس كارلسون من جامعة ينكوبينج. وقد مولت مؤسسة الذكرى المئوية للبنك السويدي ومجلس الأبحاث السويدي هذا المشروع.
[المصدر]