في الحب عند جُبران
جبران خليل جبران (1883-1931) هو شاعر وكاتب ورسام لبناني. ويُعد من أدباء وشعراء المهجر. هاجر وهو صغير مع أمه إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1895 حيث درس الفن وبدأ مشواره الأدبي. كانت بدايته الأدبية باللغة العربية، وبعد ذلك كتب باللغة الإنجليزية، اشتهر عند العالم الغربي بكتابه الذي تم نشره سنة 1923 وهو كتاب “النبي“. وتُعرف مؤلفاته بأنها الأعمال الشعرية الأكثر مبيعًا -عالميًا- بعد (شكسبير) و(لاوزي).
في مقدمة كتابه الشهير (الأجنحة المتكسّرة)، تحدث د.(جميل جبر) عن الحب عند (جبران) فقال:
الحب في نظره، مصدر السعادة والنور، هو الخبز المقدّس الذي يُغذّي الروح ويحرِّر ويرفع، فلا يجوز بالتالي أن يُقيَّد، هو أقوى من الشرائع وأقوى حتى من الموت لأنّه سر الحياة المتجددة عبر تناسخ الأرواح.
عقد الزواج الذي سنّه البشر لا قيمة له بالنسبة إلى تعاقد قلبين حسب سنة الطبيعة.
الحب يهب أجنحة تطير بالعاشقين إلى ما وراء الغيوم ليروا العالم السحري .
ثم يقول في موضعٍ آخر:
ويتخذ الحب الجبراني بُعدًا ميتافيزقيًا:
“إنّه قدر، تدبير سماوي .. المحبة الحقيقية”، و(جبران) يخلط بين المحبة والحب؛ “هي ابنة التفاهم الروحي وإن لم يتم هذا التفاخم بلحظة واحدة لا يتم بعامل كامل ولا بجيل كامل ؛ لأن الحبيبين كانا واحدًا في الله ثم انفصلا، فسعى كل شطر منهما إلى الآخر إلى أن يتوحّدا ويتكاملا“.
إنها نظرية التوأمين في الحبّ، وقد عبّر عنها (جبران) بقوله: “كأن الآلهة قد جعلت كل واحد منّا نصفًا للآخر يلتصق به بالظهر فيصير إنسانًا كاملًا ؛ وينفصل عنه فيشعر بنقص موجع في روحه.”
ويُتبع قائلًا:
في الميتولوجيا اليونانية، كما في مذهب الإشراق:
إن العاشقين متَّحدان أصلًا في الله ثم يفترقان بعد الولادة ثم يجمعهما الحبّ من جديد، فيُعيد إليهما وحدتهما الأساسية.