ساراماغو، في حديثه عن السلام
ثقافيًا، إن تعبئة البشر من أجل الحرب أسهل من التعبئة لأجل السلام.
جوزيه ساراماغو (١٩٢٢م – ٢٠١٠م) روائي برتغالي حائز على جائزة نوبل للأدب وكاتب أدبي و مسرحي وصحفي. مؤلفاته التي يمكن اعتبار بعضها أمثولات، تستعرض عادة أحداثا تاريخية من وجهة نظر مختلفة تتمركز حول العنصر الإنساني. نال جائزة نوبل للآداب في عام ١٩٩٨م.
نشر (ساراماغو) في كتابه (المفكرة) مقالة قصيرة، تحدث فيها عن الحرب والسلام، فيقول مستفتحًا:
يبرر مقولته السابقة، فيقول:
فعلى مدى التاريخ، تربى البشر على اعتبار الحرب الوسيلة الأكثر فعالية لحل النزاعات، واستفاد الذين في السلطة دومًا من أية فترة فاصلة قصيرة من السلام للاستعداد لحروب المستقبل. لكن الحروب كانت دائمًا تُعلن باسم السلام. أبناء الوطن يضحّى بهم دائمًا اليوم لكي يؤمنوا السلام من أجل الغد.
يقال هذا ويُكتب ويُؤمن به ليكون معلومًا أن الإنسان، كيفما تربى تقليديًا من أجل الحرب، يحصل مع ذلك في روحه توقًا أبديًا إلى السلام. هذا هو السبب في أنه غالبًا ما يستخدم هذا التوق كوسيلة للابتزاز الأخلاقي من قبل محبي الحرب ؛ لا أحد يعترف بشن الحرب كرمى الحرب. بدلًا من ذلك فإن الجميل يزعم أنه يخوض الحرب من أجل السلام. هذا هو السبب في أنه كل يوم، في كل بقعة من العالم، لا يزال البشر ينطقون إلى الحرب، حتى الحروب التي تهدد بتدمير بيوتهم هم.
ويختتم مقولته بعد ذلك، برجوعه إلى الجملة الافتتاحية الأولى للمقالة، وعن دور الثقافة في تعديل ذلك:
لقد ذكرت الثقافة، ربما سيكون أوضح لو تكلمت عن الثورة الثقافية، رغم أننا نعرف أن هذه هي في الواقع تعبير مضى عليه الزمن، يضيع في كثير من الأحيان في خطط تشوهه، يصبح مستهلكًا بالتناقضات، أو يُحرّف إلى مغامرات تنتهي إلى خدمة مصالح مضادة جذريًا له. ومع ذلك، فإن فعاليتها قد وصلت إلى أكثر من مجرد ذلك. فقد خلقت فضاءات وسعت آفاقًا، حتى من خلال ذلك بدا لي أنه أكثر من حان الوقت لتحقيقها وادعاء أن الثورة الثقافية الجديرة بالاسم حقًا ستكون ثورة من أجل السلام، قادرة على تحويل الإنسان تدرب من أجل الحرب إلى إنسان تربى من أجل السلام. لأن السلام يتطلب تربية صحيحة. وهذه في الواقع تشمل الثورة العقلية، وبالتالي الثقافية العظيمة للإنسانية. وهذا يعني، في نهاية المطاف، مجيء الإنسان الجديد الذي نوقش كثيرًا.