برتراند راسل في رسالته إلى الأجيال القادمة : الحب حكمة والكراهية حُمق
برتراند أرثر ويليام راسل (1872 – 1970) فيلسوف وعالم منطق ورياضي ومؤرخ وناقد اجتماعي بريطاني.
في مراحل مختلفة من حياته، كان (راسل) ليبرالياً واشتراكيًا وداعية سلام، إلا أنه أقر أنه لم يكن أياً من هؤلاء بالمعنى العميق. قاد (راسل) الثورة البريطانية “ضد المثالية” في أوائل القرن العشرين ويعد أحد مؤسسي الفلسفة التحليلية.
الفيلسوف البريطاني (برتراند راسل) في إحدى أواخر مقابلاته -التي أجريت وهو في عامه التسعين- سُئل عن الرسالة التي يوجهها للأجيال القادمة فأجاب إجابة ربما تكون هي ما نحن بحاجة فعلًا لتعلمه ومعرفته.
أود ان أقول شيئين. أحدهما فكري والآخر أخلاقي.
الشيء الفكري الذي أود ذكره لهم هو كالتالي: عندما تدرس أي مسألة أو تتأمل في أي فلسفة، فقط اسأل نفسك ماهي الوقائع وماهي الحقيقة التي تعززها تلك الوقائع. لا تترك لنفسك مطلقًا أن تتأثر بما تتمنى أن تؤمن به، أو بما تظن أنه قد يحمل آثارًا اجتماعية مفيدة لو أنك آمنت به. ولكن انظر فقط إلى الوقائع، ذلك هو الشيء الفكري الذي أود قوله.
الشيء الأخلاقي الذي أتمنى قوله لهم هو بسيط جداً. أود أن أقول: الحب حكمة والكراهية حُمق. في هذا العالم الذي يترابط أكثر وأكثر بشكل وثيق، علينا أن نتعلم التسامح مع بعضنا البعض. علينا أن نتعلم التصالح مع حقيقة أن بعض الناس قد يقولون ما لا نحب. بهذه الطريقة فقط نستطيع أن نعيش معاً. ولو أردنا العيش معاً -لا الموت معاً- فإنه يتوجب علينا تعلم شيء من الإحسان والتسامح، الأمر الذي يعتبر حيوياً للغاية لإستمرار الحياة البشرية على هذا الكوكب.
تحرير: (فهد الحازمي)