#رف_راضي: المرض في الرواية .. قائمة بعشر روايات يجمعها الاعتلال الصحي
«من الصعب أن يبقى المرء إمبراطورا في حضرة طبيب، كما أنه من الصعب أن يحتفظ بكونه إنسانا»
تقول (مارغريت يوروسنار) في روايتها «مذكرات أدريان»:
من الصعب أن يبقى المرء إمبراطورا في حضرة طبيب، كما أنه من الصعب أن يحتفظ بكونه إنسانا
وعلى منوال هذه العبارة تتوالى روايات هذه القائمة، فالأدب لا يحتفي بالناجحين وذوي السلطة والمجد وأصحاب الجاه والنفوذ وأبطال القضايا العادلة فقط، بل يرينا أيضًا ما قد يحصل للمهمشين والمستضعفين ولمن ينجح فيكبو أو يتعثر ومن تنال منه صدوف الدهر، إذ أن الرواية كالحياة إلا قليلًا: تجوال ينطوي على استكشاف مستمر. وهنا روايات وضعت أبطالها أمام أنفسهم، والواقع إزاء المرجو، والحدث أمام التصرف التالي.
ملك في منفى العمر، آرنو جايجر
يكتب آرنو في هذا الكتاب عن والده ومرض ألزهايمر، وعما يحدثه من أثر لا يزول على صعيد المريض وعلى صعيد من حوله في آن، مستعينًا بذكرياته لدى رؤية أبيه بكامل عافيته حتى آلت إلى المرض.
يتحدثون بمفردهم، أندريس نيومان
بين التأملات الشعرية إزاء مفهومي الفقد والتخلي ووتر الحكي المشدود، يضعنا نيومان إزاء مأساة عائلية تتكرر ثلاثة مرات بثلاثة أصوات هم رواة المأساة ونظرة كل منهم إليها، في سرد يوفي كل طرف ما لا يسع الروائي جهله ما بين مستويين نفسي ولغوي لتكمل فسيفساء الحكاية في نهاية المطاف.
الحالة الحرجة للمدعو ك، عزيز محمد
يكتب عزيز محمد في هذه الرواية سيرة مريض سرطان بلسانه واغترابه عن العالم جسدًا في تأمل المرض وما ينهبه منه على نحو يتصل بالتفاصيل، وسيرة اغترابه الأسبق جوانيًا عن العالم المحيط به والذي يبدو في قمّة الصفاء من الخارج في بناء متأنٍ مكثر من الهدوء والتعبير عن ما حدث له في الماضي وكيفية التعبير عن مشاعره لمن حوله آنذاك.
ألزهايمر، غازي القصيبي
يختار يعقوب العريان الانزواء ثم تنطفئ حياته في منفاه المختار، تاركًا رسائل لزوجته عمّا جرى له منذ بداية سريان المرض في حياته حتى لحظة تسليم الرسائل، مستعينًا بالتأمل في علاقتهما الشخصية ثم نظرته إزاء العالم برمته.
موت إيفان إيلتش، تولستوي
يدلف إيفان تولستوي إلى نفس واحدة – وهو من اشتهر بالمطولات عن المجتمعات والدول – في عمل شديد القتامة، فيكتب عن إطباق الاحتضار على إيفان إيليتش ومدى انشغال الغير عنه وعن تأملات إيفان الفكرية تجاه صواب اختياراته بمرور ما مضى من عمره، وعن زيف الحياة بلا أثر يبقى لما بعد.
حياة، ديفيد فاغنر
السيد “ف” متعب من الحياة، وفي انتظار زراعة كبد، يملي تأملاته وعلاقته الناشئة تجاه المستشفى الذي نزل فيه على نحو لا يخلو من الوداعة تجاه الآخرين والقسوة على الذات حد التشكيك في الهوية، وفي أثناء كل هذا يكتب عن محاولات التمسك بما تعب منه – أي الحياة – وسط كل هذا الموات من أجل الابنة التي خبرته شخصًا لا يُقهر.
المريض الإنجليزي، أونداتجي
ما بين حرب في الخارج هي الحرب العالمية الثانية الموشكة على النهاية، وبين حرب تمور في داخل الإنسان عن الهزيمة والقيم، تقاطع الذكريات المشفوعة بالتأملات إزاء حياة مريض هذه الرواية مسار بقية شخصياتها، في سرد يجمع ما بين الدهشة والمعرفة في حيّاة أقل ما يُقال عنها إنها كانت مكثفة بكل ما حدث وتذكّره، مستعينًا بماضيه على حاضره.
كلبي الهرم.. كلبي الحبيب، أسامة الدناصوري
ودّع الشاعر المصري الكبير أسامة الدناصوري هذا العالم بهذا الكتاب، التي تبدأ أحداثه قبل النهاية باثني عشر عامًا، حيث يكتب فيه الدناصوري عن الألفة مع المرض المزمن، وكيف أن للجسد وللأمل حدودًا لن يتعداها إلا الرضا بما هو آت، وإحالة الموت بكل هوله إلى أمر عادي وإعلاء شأن الحياة بكل ما فيها من مبتذل إلى مرتبة الاحتفاء.
غرفة مثالية لرجل مريض، يوكو أوغاوا
تكتب أوغاوا في هذا الكتاب عن “مرافق المريض”، المطلع على الكواليس وعلى من يرافقه في رحلة الانحدار، وكيف يتحول الشباب إلى ذبول في ظل الخارج النظيف من المستشفى وغرفه، وفي أثناء ذلك حديث عن مرض الأم العقلي وكيف أثر ذلك على ذاكرتيهما لتعيش الأخت في ما بعد بذاكرة مثقلة بغيابين.
لا تزال أليس، ليزا جينوفا
لا توحي حياة أليس هولاند، أستاذة علم النفس الإدراكي، بما قد يحدث لها فيما بعد، فما بين زوج محب وأبناء صالحين ومشوار أكاديمي ناجح في مجال اللغويات ومتوج بكتاب اعتُمد في المناهج الجامعية، تفجؤها الحياة بمنعطف حاد يتسلل من الأحداث اليومية، وتشغل عن هذا الصراع الحياتي بصراع المستقبل أمام الحاضر، فما الذي سيحدث لصورتها أمام المجتمع/الجامعة/العالم؟ وما دور العائلة والمحيط الذي رآها داعمة ومعينة لا ناجحة فحسب؟ لتمر الأحداث بعدها في مسار مذهل ويؤكد على استحالة حل تراكمات المشاكل بغير تراكمات الحلول.