إبراهام لينكولن، عن العيش مع الفقد
أبراهام لينكولن (1809 – 1865)، كان الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الأمريكية في الفترة ما بين 1861م إلى 1865م. وبالرغم من قصر الفترة الرئاسية للرئيس (لينكولن)، إلا أنه استطاع قيادة الولايات المتحدة الأمريكية بنجاح بإعادة الولايات التي انفصلت عن الاتحاد بقوة السلاح، والقضاء على الحرب الأهلية الأمريكية.
واحد من أنبل القادة في الحضارة الغربية، (أبراهام لينكولن)، عاش حياة صعبة تخللتها المأساة. وفاة والدته عندما كان في التاسعة، ووفاة ابنين في حياته، واغتياله عند بداية ولايته الثانية للرئاسة عندما قتله أحد الأصوليين الكونفدراليين بعد وقت قصير من خطابه الذي أعلن فيه عن نيته النهوض بحق الأمريكيين الأفارقة في التصويت.
عندما كان لينكولن يحرز تقدما كبيرا في إلغاء الرق في فبراير عام 1862، توفي ابنه الحبيب (ويلي) البالغ من العمر أحد عشر عاما بحمى التيفوئيد، وهي عدوى بكتيرية تشبه الطاعون. كانت (إليزابيث كيكلي)، وهي مستعبدة سابقة تم توظيفها بعد ذلك كمصممة رئيسية لخزانة السيدة (لينكولن) وتعتبر قريبة من العائلة، تتذكر لاحقا مشاهدة موقف الرئيس “صامت بشكل عجيب، عند طرف السرير الخشبي وولده أمامه لا حياة فيه، و(لينكولن) بعظمته ودهائه وقوته يبكي كطفل بسبب فقدان محبوبه”.
لاحقًا في كانون الأول بعد صدور إعلان تحرير العبيد الذي قاتل (لينكولن) لأجله بشدة، فقد أحد أعز أصدقاءه (ويليام ماكلو) بعد أن تم قتله خلال مناوبته الليلية في ميسيسبي. وكتب (لينكولن) البالغ من العمر 53 عاما، الذي تجرع مرارة الحياة مع الحب والخسارة، لابنة (ويليام) الشابة في 23 ديسمبر 1862:
عزيزتي فاني،
أكتب لكِ وبحزن هائل وعميق بعد علمي بوفاة أبيك الطيب والشجاع، وخصوصا لعلمي أنه يؤثر على قلبك الصغير في عالمنا القاسي الحزين، الأسى والكرب يمر به الجميع، ولكنه يمر الى الصغار مثلك بعذاب مرير لأنه يأخذهم بغير إدراك، وأنا تواق جدًا لتقديم بعض التخفيف عن مأساتك وضائقتك الحالية، الراحة التامة غير محتمل حدوثها الآن يا صغيرتي إلا مع مرور الوقت. لا يمكنكِ الآن مجرد التخيل أنكِ ستكونين بخير أو على نحو أفضل لاحقًا، أليس كذلك؟ هذا خطأ ولابد لكِ من التصديق والإيمان أنكِ ستكونين سعيدة مرة أخرى، سيجعلك هذا أقل بؤسًا مما أنتِ عليه الآن. إن لدي خبرة كافية لمعرفة ما أقول، وأريد منكِ فقط الإيمان أنك ستشعرين على نحو أفضل. إن ذكرى أبوك العزيز ستصبح شعور حزين وحلو في آن واحد داخل قلبك، و أنقى وأكثر حكمة من قبل. أرجوك قومي بتقديم تعازيّ لأمك الحزينة.
صديقك الصادق،
أ. لينكون
[المصدر]