ضرورة سيادة القانون في أعين برتراند راسل
الفيلسوف البريطاني وعالم الرياضيات والمؤرخ والناقد الاجتماعي برتراند راسل (1872-1970) أحد أكثر المفكرين تنوعاً وتأثيراً في العصر الحديث، الداعية للسلام والحائز على جائزة نوبل في الأدب عام 1950.
يتحدث برتراند راسل في كتابه (أثر العلم في المجتمع) عن أثر عدم توسيع سيادة القانون مما ينتج فوضى طبقية، فيقول:
كنت أعيش على قمة تل تحيط به الأشجار، حيث أستطيع بسهولة شديدة تجميع حاجتي من الخشب للمدفأة، ولكن الاستحصال على الوقود بهذه الطريقة يكلف جهدا انسانيا أكبر من ذلك المطلوب لجلبه عبر انجلترا بصورة فحم حجري؛ وذلك لأن الفحم يستخرج وينقل بطرق أكثر عملية، في حين أستخدم أنا وسائل بدائية لجمع الخشب.
لم ينتج الفرد في العهود السابقة أكثر من حاجته، لذا فإن نسبة ضئيلة من المجتمع وهي الطبقة الأرستقراطية عاشت في رخاء كبير وعاشت الطبقة الوسطى المحدودة العدد في راحة لا بأس بها، أما غالبية الشعب فلم تمتلك أكثر من المطلوب لبقائها على قيد الحياة، والصحيح أننا لا نستغل فائض الجهد بطريقة عقلانية دوما فنحن نستطيع أن نكرس جزءاً أكبر منه للحرب مقارنة بما كرسه أجدادنا . لكن سبب غالبية المشاكل الكبرى في زمننا هذا هو فشلنا في توسيع سيادة القانون لتشمل فض النزاعات التي تصبح ذاتها أكثر ضرراً مما كانت عليه في القرون الماضية.
إن بقاء هذه الفوضى التي كان بالإمكان تحملها سابقاً يجب أن يعالج إذا ما أردنا لحضارتنا البقاء. و حيث تكون الحرية ضارة يجب أن نلجأ إلى القانون.