قصص ستيف جوبز الثلاث عن النجاح والحب والموت
ستيف جوبز (١٩٥٥م – ٢٠١١م)، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة آبل، ألقى في عام ٢٠٠٥ كلمة حفل التخرج في جامعة ستانفورد الامريكية. وقد اشتهرت الكلمة بصدقها وعمق النصائح الحياتية فيها والتي جاءت بعد تعافي ستيف آنذاك من سرطان البنكرياس، والذي ما لبث أن عاد إليه بعد سنين.
احتوت الكلمة على ثلاث قصص وثلاث دروس أساسية. القصة الأولى عن توصيل الأهداف، والثانية عن الحب والفقد، أما الثالثة فعن الموت. في القصة الأولى وتحت عنوان توصيل النقاط معاً يؤكد على اتباع الإنسان لشغفه فقط أينما اتجه حتى لو ابتعد عن المسار الذي يدر عليك المال لأنك -على حد تعبيره- لا تستطيع توصيل النقاط بالنظر للأمام.
أنت لا تستطيع توصيل النقاط بالنظر إلى الأمام، يمكنك فقط توصيلها بالنظر إلى الخلف. لذا فعليك أن تثق أن النقاط – بطريقة أو بأخرى – ستتصل في مستقبلك. عليك أن تثق في شئ ما؛ عزيمتك، القدر، الحياة، كارما، أو أيّاً كان، لأن الإيمان بأن النقاط سيتم توصيلها في نهاية الطريق سيعطيك الثقة في إتباع قلبك حتى عندما يبعدك عن مسار الجدارة، وهذا هو ما سيصنع كل الفرق.
وعن الحب، يستذكر كيف أن طرده من شركة آبل كان مقدمة ليبدأ شركة جديدة ويلتقي بشريك حياته، وكيف أن كل هذا “الدواء المر” كان من نصيبه. كما يتذكر كيف أن حبه لما يقوم به هو مفتاح كل أعماله العظيمة.
أنا متأكد تماماً أنه ما كان لأي من هذا أن يحدث لو أنني لم أُطرَد من “آبل”، لقد كان الدواءُ مُرّاً لكن المريضَ كان في حاجةٍ إليه، ففي بعض الأحيان ستضربك الحياة على رأسك بحجر، فلا تفقد الأمل. إنني مقتنع أن الأمر الوحيد الذي جعلني مستمراً هو أنني احببت ما كنت افعل، فعليك ان تجد ما تُحب، وهذا ينطبق على العمل كما ينطبق على أحبائك ايضاً.
سيملأ العمل جزءاً كبيراً من حياتك، والطريقة الوحيدة التي ستجعلك تشعر بالرضا هي ان تقوم بما تؤمن أنه عمل عظيم، والطريقة الوحيدة لتقوم بالأعمال العظيمة هي أن تحب ما تقوم به.
واذا لم تجد ما تحب بعد، استمر في البحث ولا تستسلم، فكما هي الأشياء بالنسبة للأمور التي تتعلق بالقلب، ستعرفها عندما تجدها. ومثل أي علاقة عاطفية قوية، ستصبح كل يوم أفضل وأفضل مع مرور السنين. لذلك، استمر في البحث ولا تستسلم.
في القصة الثالثة والأخيرة التي يتحدث فيها عن الموت، استعرض الموت كقوة دافعة للإنجاز والعطاء، ومدعاة للتواضع للحياة وللفشل.
إن استذكار أنني سأموت لا محالة كان هو من اهم الأشياء التي دفعتني لإتخاذ الخيارات الكبيرة في الحياة، لأن كل شئ تقريباً؛ المظاهر الخارجية، الكبرياء، والخوف من الإحراج والفشل، كل هذه الأشياء تتساقط في وجه الموت تاركةً فقط ما هو مهم حقاَ.
تذكر أنك ستموت هو افضل طريقة عرفتها لتجنّب الوقوع في فخ التفكير بأن لديك ما ستخسره، فأنت عارٍ أصلاً، ولا يوجد لديك سبب يمنعك من اتباع قلبك. إن وقتكم محدود فلا تضيّعوه في عيش حياة شخص آخر، لا تقعوا في فخ المُسلمّات (الدوغما) التي تقبع في نتائج تفكير الآخرين، لا تسمحوا لضجيج الآخرين أن يَطغى على صوتكم الداخلي الخاص، والأهم من ذلك التحلّي بالشجاعة لتتبعوا حدسكم وقلوبكم، فهي بطريقة ما تعرف حقاً ما الذي تريدونه وكل شئ آخر يصبح ثانوياً.
قراءة الكلمة / مشاهدة الكلمة مترجمة
تحرير: (فهد الحازمي)