آليات الكتابة، ونصائح في التعبير

كافكا يتساءل : ما الذي يجعل كتابا ما كتابا جيدا ؟

كافكا

فرانس كافكا (3 يوليو 1883 – 3 يونيو 1924) كاتب تشيكي يهودي كتب بالألمانية، رائد الكتابة الكابوسية. يعد أحد أفضل أدباء الألمان في فن الرواية والقصة القصيرة. يقول كافكا في رسالة إلى صديق طفولته وزميل دراسته (أوسكار بولاك) في رسالة خاصة، محدثًا إياه عن كتاب كان قد أنهاه لتوه متكون من 1800 صفحة، يحكي عن حياة الشاعر الألماني (كريستيان فريديتش هيل)، فيقول بشكل درامي بأنه “لا يستطيع أخذ قلمه” أثناء قراءة الكتاب لأن إنجازات (هيل) أثرت به. يقول (كافكا) عما يجعل كتاباً ما جيدًا:

 أعتقد أنه يجب علينا فقط قراءة النوع من الكتب التي تدمينا بل وتغرس خناجرها فينا، وإذا كان الكتاب الذي نقرأ لا يوقظنا من غفلتنا فإذاً لماذا نقرأه أساسًا؟ هل هذا ماذا يجعلنا سعداء، أن نكتب؟ يا إلهي كم سنكون سعداء ! خصوصا إن لم يكن لدينا كتب ، بالذات هذا النوع من الكتب التي تجعلنا سعداء التي يمكننا كتابته بأنفسنا إذا ما أردنا ذلك ، ولكن نحن بحاجة إلى الكتب التي لها وقع الكارثة ، الكتب التي تُحزننا بعمق مثل وفاة شخص نُحبه أكثر من أنفسنا، مثل أن نُنفى بعيدا في غابة بمنأى عن الآخرين ، وكأنه الانتحار. يجب أن يكون الكتاب هو الفأس الذي يكسر جمودنا، هذا هو اعتقادي

تشمل المجلدات من الرسائل الأخرى بعض من روح الدعابة وبعض من رؤى (كافكا) في الحياة، ويحكي (كافكا) مازحا في رسالة أخرى إلى صديق الطفولة (بولاك) في عام 1902 عن المكتب الذي يكتب فيه إذ يدّعي أنه مكون من مسامير خشبيه حيث يضع ركبتيه لترتاح بشكل طبيعي.

وأضاف يحكي عن مكتبه ” إذا كنت تجلس عليه بهدوء وحذر فعليك أن تكتب شيئا محترما، ولكن إذا انفعلت توقف وانظر ما إذا كان جسدك يرتعش قليلا وأنه لا مفر من ألم هذه المسامير في ركبتيك، كما يمكنني أن أريك ظهور آثار الألم الزرقاء والسوداء. وكل ما أعنيه ببساطة هو: ألا تكتب أي شيء يثير الانفعال ولا تسمح لنفسك بالارتجاف أثناء الكتابة”.

 المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى