مواضيع عامة، ونصوص مهمة

حمى الاستهلاك كما يصفها زيجمونت بومان

tumblr_mn78niB5Ny1s0g8pro1_1280

زيجمونت باومان عالم الاجتماع الهولندي المشهور، من أشهر مؤلفاته: سلسلة السائل والمكوّنة من ثمانية كتب؛ الحداثة السائلة، الحب السائل، الحياة السائلة، الخوف، الزمن، المراقبة والشر والثقافة. والتي عملت الشبكة العربية للأبحاث والنشر على ترجمتها.

يقول (زيجموت) متحدثاً عن حمى الاستهلاك في حياة الفرد والاضطراب الذي نعيشه في حياتنا اليومية:

كل مرة تعتاد على فعل أمر ما، ستعتاد على فعله مراراً وتكراراً بدون الشعور بأي سعادة لأنك فقدت ذلك الشعور بلذة الشيء لأول مرة. لن تشعر برضى وبإكتفاء أبداً، ما دمت مستمراً على هذا الإدمان. التجارب ستظل جذابة جداً ما دمت لم تجربها.

ولكن صعب أن تحقق لك التجارب ما تتوعدك به، والناس عملياً أقصر من أن تشبع رغباتها تلك التجارب. وحتى لو إستطاع أحدهم أن يعمل جاهداً، شعوره بالإشباع لن يطول، خصوصاً وأننا في عالم إستهلاكي لا حد له، وحجم الأهداف المغرية المعروضة للفرد لا تتوقف.

الوصفات والأدوات المقدمة لتجعل حياتك أجمل مطبوع عليها “تاريخ انتهاء” وأغلبها سيكون قد تم الاستغاء عنها قبل تاريخها المحدد وذلك لدخول العروض المتطورة والجديدة في المنافسة. في السباق الإستهلاكي يكون خط النهاية عادةً أسرع من المتسابقين أنفسهم الذين أرغموا على الدخول إلى السباق رغم سيقانهم الضعيفة وعضلاتهم المترهلة التي لا تمكنهم من الجري سريعاً.

وكما يحدث في ماراثونات لندن، يعجب الناس بالفائزين، ولكن الحقيقة من يستحق الإعجاب أيضًا هم من يصلون إلى نهاية السباق. وعلى الأقل فمراثون لندن يوجد به نهاية، أما في سباق الإستهلاك فحتى تصل إلى تلك الحياة الحرة والجميلة فلقد تم حسر المرواغة، ولا يوجد نهاية لمن بدأ السباق: لقد بدأت، ولكن قد لا أصل.

[المصدر]

فهد الحازمي

كنت طالباً جامعياً وسأظل طالباً إلى الأبد.
زر الذهاب إلى الأعلى